الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات رأي: تونسي من المهجر يحلّل ظاهرة تصاعد العداء للاسلام في الغرب

نشر في  26 جانفي 2016  (14:57)

بقلم أبو الوفاء سالم الزريبي

ما زلنا نتابع مسلسل الإرهاب ومدى صداه في العالمين العربي المسلم والمسيحي، وفيما يلي نعرض بعض المواقف الهامة التي وقفها علماء المسلمين بجد مع بعض رجال الفكر من المعتدلين الذين تمسكوا بقول الحق رغم تهديد البعض منهم بالسجن واتهامه بالعداء للسامية بينما ينفي أن تكون هناك حكاية السامية لأنهم استعملوها كتعلة ضد كل من يكشف أعمال إسرائيل البربرية.

هناك من قال في رسائله عبر شبكة الفايسبوك أنه يعني باتهاماته العنصر الصهيوني بينما الإعلام الذي يتعمّد إخفاء كثير من العمليات الإرهابية الخاصة بهم يتعمد من جهة أخرى مغالطة الرأي العام حين يوجّه التهمة إلى العرب.

وقد مدّنا السيد هاني صلاح ببرنامج اللقاءات مع الجماهير من مختلف الجنسيات لتوضيح الرؤي الإسلامية الصحيحة فأفادنا بما يلي: مازالت ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين تتصاعد في الغرب وترتفع وتيرتها بشكل غير مسبوق وفاقت كافة التوقعات لتلقي بظلالها على مستقبل التعايش بين المسلمين وشرائح المجتمع في الدول الغربية.

وتكفي حادثة إرهابية مجرمة تحدث في أي عاصمة غربية لكي يدفع المسلمون جميعهم النتائج السلبية لهذه الحادثة على الرغم من براءتهم منها وعلى الرغم من تاريخ وجودهم الطويل في الغرب والذي يشهد لهم بحبهم للتعايش المشترك وحرصهم على أمن واستقرار الدول التي يعيشون فيها.

وقد لعبت وسائل الإعلام وبعض الحركات السياسية الأوروبية المتطرفة دوراً مؤثراً في تفجير مخاوف قلق الشعوب الأوروبية من المسلمين الذين يعيشون بينهم ومعهم. وشهد عام 2015م المنصرم تصاعدا ملحوظا في ظاهرة العداء ضد الإسلام والمسلمين في ظل حوادث إرهابية تكررت في أكثر من دولة في الغرب.

وبات التساؤل الذي تنطق به أفئدة مسلمي الغرب قبل ألسنتهم.. ماذا بعد؟ وإلى أين نسير؟ ومتى تنتهي حملات التشويه للإسلام واتهامه هو والمسلمين بأنهم إرهابيون ويمثلون خطورة على أمن واستقرار المجتمعات الغربية!

ومن العجيب أن الغرب يشهد حوادث إرهابية كثيرة ومتعددة ومتكررة؛ كلها لا تحظى باهتمام وسائل الإعلام أو السياسيين سوى يوم واحد فقط ثم تغيب تماماً عن الشاشات الفضائية أو عن ألسنة المسئولين الغربيين فقط لأن من قام بها ليس من المسلمين..! وهو نفس ما أشرنا إليه في المقدمة...

في ظل هذا الواقع الذي يتهدد تواجد المسلمين في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، ولأهمية هذا الموضوع قرر موقع «مرصد الأقليات المسلمة»، تخصيص حوار خاص بعنوان: «ظاهرة تصاعد العداء للإسلام في الغرب»..

ويعتبر هذا الحوار الثاني في سلسلة حوارات جديدة أطلق عليها عنوان: «حوارات الملف» حيث يتم التحاور بين جمهور الفيسبوك وعدد من الضيوف حول العالم في نفس الموضوع ونفس التوقيت.. ثم تجمع كافة الحوارات بعد نشرها تباعاً في ختام كل شهر في ملف خاص ينشر في قسم قضايا وملفات ـ مع إعداد تقرير لهذا الملف مختصر ويشتمل على أبرز النقاط التي وردت في جميع تلك الحوارات.

وتجري هذه الحوارات ـ حوارات الملف ـ على مدار أسبوع كامل بدءاً من مساء الجمعة وحتى مساء الخميس التالي.. ويبدأ الحوار الموالي/الثاني يوم الجمعة الموافق الثامن من جانفي لعام 2016م، حيث كالمعتاد تخصص ثلاثة أيام للجمهور الراغب في المشاركة لطرح أسئلته على ضيوف الحوار عبر الصفحة العامة للحوارات بعنوان: أقليات مسلمة – حوارات أسبوعية.

ثم يترك لضيوف الحوار ثلاثة أيام تالية للتفضل بالرد والاجابة على كافة أسئلة الجمهور. كما يتم استدعاء ضيوف من دول عديدة للمشاركة في هذه الحوارات قصد التعرف على أسباب تصاعد ظاهرة العداء في العالم الغربي، وتداعيات ذلك على التواجد الإسلامي هناك، وللتعرف أيضاً على رؤيتهم المستقبلية في ظل هذا الواقع والحلول المتاحة لتحقيق السلام والتعايش بين مختلف شرائح المجتمع الغربي المتعدد الأعراق والثقافات والأديان.

وتجدر الملاحظة أنّ هناك عديد المنصفين الذين دافعوا بكل شجاعة عن المسلمين من أجل إظهار الحق فقط ( انظر الصور المعروضة أسفل هذا).

وفي هذا الصدد سجلنا موقف عمدة مدينة ليدن بهولاندا: فقد زار (هنري لينفرنك) - عمدة مدينة ليدن - مسجد الهجرة بصحبة ممثلين عن الشرطة والحكومة المحلية، وذلك للتعبير عن تضامنهم مع مسلمي المنطقة إثر الاعتداء الذي وقع على المبنى الجديد للمركز الإسلامي جنوب المدينة وفقاً للرابطة المسلمة في هولندا.

وألقى [لينفرنك] كلمة عقب صلاة الجمعة شكر فيها مسلمي ليدن على موقفهم الإيجابي، مؤكداً وقوفه لجانبهم في هذا الظرف الحرج ضد هذا الاعتداء الغريب على المدينة وروح التسامح التي تميزها. مشيراً إلى دوام تواصله مع إدارات المساجد ومع كثير من المسلمين وغير المسلمين لاستطلاع رأيهم بخصوص ما يجري، حيث ذكر أن السنوات الأخيرة شهدت أجواء غير إيجابية للمسلمين، سواء على مستوى الرأي العام ونوعية القضايا المطروحة، أو ارتفاع وتيرة الإساءات في ظل صعود خطاب الكراهية والعنصرية من طرف التيار اليميني.

وأضاف أنه يتفهم نوعية الأسئلة التي تدور في الأذهان الأن، وأن ذلك الجو بلا شك يوجد شعوراً بعدم الأمان أو الاستقرار، ويطرح العديد من التحديات أمام الجميع في كيفية التعامل مع الوضع وما هي سبل العلاج.

واعتبر[ لينفرنك ] أن هذه الظاهرة منتشرة للأسف على الصعيد الأوروبي خلال العقد الأخير، ولهذه المجموعات مواقعها على الإنترنت التي تكتب عليها ما هو أكثر من مجرد لافتات عنصرية رفعت فوق المسجد، وتجد من تستقطب من العامة.لكنه أكد على رفض تلك الممارسات، وأن الجهات المعنية تعكف على بحث الموقف وتقديم المشورة لما يمكن اتخاذه من خطوات على الصعيد القانوني وغيره، داعياً إدارة المسجد إلى مزيد من الانفتاح على محيط المركز الجديد، والعمل المشترك بشكل أوسع مع أهل المنطقة لإزالة أية تخوفات أو سوء فهم لديهم، وعدم ترك الفرصة للتطرف والكراهية.

واختتم لينفرنك كلمته قائلاً «لنستمر في العمل معاً من أجل استمرار التعايش المشترك بين كل مكونات المجتمع على أساس المواطنة ودون تمييز بسبب الدين أو العرق». كما نسجل في الولايات المتحدة موقف الرسام الفرنسي [ Zione] فقد كان معارضا عنيفا في قضايا الحق وليس بعيدا موقفه من عملية (شارلي إيبدو) التي أثبت فيها التهمة إلى إسرائيل وعملائها، مشيراً أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من ذلك الهجوم.

ولفت زيون انتباه الملاحظين، إلى أن الرسوم الكاريكاتورية تنقسم إلى قسمين، فالأول يهدف إلى المساهمة في التواصل المتبادل، فيما يهدف القسم الثاني إلى الإهانة العبثية دون إعطاء أي اعتبار لمشاعر الآخرين، مشيراً إلى أن الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرتها شارلي إيبدو؛ كانت تهدف لإهانة الرسول محمد «صلّى الله عليه وسلّم»، والسخرية من أتباعه، كما أن الأشخاص الموجودين على رأس المجلة؛ يعلمون أن مثل تلك الرسوم من شأنها إهانة وإغضاب الملايين حول العالم، إلا أنهم لا يعيرون أي اهتمام لمشاعر أولئك الملايين من البشر.

واستمرت المعركة بين (الرسام زيون) على مدى سنة 2015 إلى يوم الناس هذا في حين أن قضايا الإعتداءات المتكررة من حاملي السلاح المجاني في أمريكا على الجاليات وعلى أطفال المدارس لا يستغرق البحث فيها أكثر من شهر ثمّ لم تعد تسمع بها حتى تلاحقها قضية جديدة من نفس المستوى.

كما واجه النيابة في قضايا شبيهة بسبب نشر كاريكاتور متعدد عن اعتداءات إسرائيل على أطفال فلسطين بتصوير سيف مغروس في صدر طفلٍ، حولها القضاء الفرنسي إلى تهمة من قبيل معاداة السامية، مشيراً إلى أن قضية «محرقة اليهود»، تعتبر من المواضيع التي يحرّم النقاش حولها في فرنسا، لذلك فإن الفرنسيين يشعرون دائماً بالذنب تجاه اليهود.

وقال: «اعتقالي من قبل السلطات الفرنسية، تم تجاهلها من قبل المؤسسات الإعلامية الكبرى في فرنسا، كما أن الحديث عن الدعوى القضائية التي أواجهها، كانت من المواضيع التي لم يرق لوسائل الإعلام الحديث عنها، خاصة وأني عبّرت في أكثر من مرة، عن أن الرسوم الكاريكاتيرية التي أرسمها لا تنم عن عداءٍ للسامية، بل استهدف فيها الصهيونية، إلا أن بعض المنظمات المشبوهة ، اخترعت مفهوم العداء للسامية، لحماية فكرها الصهيوني من أي انتقاد».

وذكّر زيون، بأنه هو أيضاً ينتمي لعائلة من يهود فرنسا، وقال: «أنا وأصدقائي نؤمن بأن فكرة معاداة السامية تم اختراعها خصيصاً لتخويف اليهود في فرنسا، والمحافظة على وحدة صفّهم.